مناضل حتى النهاية- أحمد فياض محاميد

بقلم الأستاذ عماد محاجنة

كثيرون هم الشباب الذين يحاولون أن يصنعوا التغيير، ولكن الكثيرين منهم يجابهون بصعاب سرعان ما تحبطهم وتثبط عزائمهم فينثنون عائدين بخفي حنين.

ولكنني أعاصر رجلا ليس بالشاب، ولكنه لا ينحني أمام الصعاب، ولا تثنيه الحوادث عن مراده، وهو الأستاذ أحمد فياض محاميد.

من خلال دراسة الأستاذ أحمد فياض لنيل لقب الدكتوراة توصل إلى أن الطلاب العرب يعانون من إجحاف بحقهم في الامتحانات المختلفة، وتحديدًا امتحانات الثانوية العامة -البجروت- وامتحان البسيخومتري؛ حيث أثبت أن الطالب العربي؛ لكونه يعيش ازدواجية في ثنائية اللغة؛ يستحق الحصول على وقت إضافي في هذه الامتحانات. ولكن كيف يمكن أن تتحول تلك النتائج النظرية إلى واقع يستفيد منه الطالب العربي؟

IMG_0158

الدكتور أحمد فياض محاميد

لقد حاول الأستاذ أحمد تجنيد العديد من الفئات الحزبية لمشروعه، ولكنه كان يجابه باللامبالاة وعدم استعداد الأحزاب المختلفة لمد يد العون له.

في مثل هذا الوضع كان يمكن لإنسان في مثل جيل الأستاذ أحمد أن يتراجع ولا يخوض نضالا شبه خاسر لا يسانده فيه أحد، ولكن حين نتحدث عن الأستاذ أحمد فالأمر ليس كما تظنون.

توجّه الأستاذ أحمد إلى وزير المعارف بعدد من الرسائل طالبًا منه أن يعترف بالنتائج ليمنح الطلاب العرب حقهم في الوقت الإضافي، ولكن الوزير رفض ذلك، ومن هنا توجّه الأستاذ أحمد مضطرًا إلى محكمة العدل العليا لتبتّ في القضية المطروحة.

بعد سنتين من المماطلة والتأجيل أوصت المحكمة الوزير بأن يتبنى نظرية الأستاذ أحمد ومنح الطلاب العرب عامة وقتًا إضافيًّا دون تشخيص الأخصائي.

لم تثنِ الصعاب عزائم الرجل، بل توجه إلى العديد من معلمي المدارس، والمديرين، ومحاضري الجامعات والكليات وطلب منهم مساندته عن طريق توقيع عريضة تقدم إلى وزير التربية والتعليم تدعم نظريته ليتم الاعتراف بها.

وعلى أثر توصية محكمة العدل العليا والعريضة المقدّمة لوزير التربية والتعليم، تبنى الوزير بما أوصت به المحكمة، وقد تسلّم الأستاذ أحمد منشورًا من مكتب الوزير يعلمه بأنه قد تبنى توصية المحكمة وسوف يمنح الطلاب العرب عامّة وقتًا إضافيًّا في امتحانات اللغة العربية التي كانت تشكّل حجر عثرة أمام الطلاب.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أن الأستاذ أحمد قد تقدّم بطلب إلى الوزير ليشمل هذا القرار جميع الامتحانات دون استثناء؛ ليخوض نضالا جديدًا على مستوى امتحان البسيخومتري لكي يتمكن الطالب العربي مستقبلا من الحصول وقت إضافي يساعده على تخطي عقبة هذا الامتحان.

ومن الجدير بالذكر أنّ الأستاذ أحمد قد خاض المداولات وحيدًا دون محامٍ أو حزب يسانده.

من هنا، لا يسعني إلا أن أتقدّم بخالص الشكر والعرفان لهذا الرجل الفذ على نضاله المتواصل في سبيل إعطاء الطالب العربي حقّه، الذي لم يخطر على بال، لأقول له هنيئًا لمجتمعنا برجال مثلك.

 

 

شاهد أيضاً

رحلة العواشر الى صطاف، القدس والاقصى