تعتبر شخصية الخريج المثالية لبنة أساسية في الرؤيا المدرسية وديناميكية الحياة اليومية فيها، إذ تعتمد سيرورة العمل بالأساس على المسار التعليمي – التحصيلي والمسار التربوي – التهذيبي الذي تنبثق منه أخلاقيات الأفراد وهويتهم بشتى مركباتها وجوانبها، بحيث تصقل شخصية الخريج وتعزّز مكانته ودوره في المجتمع.
مما لا شك فيه أن هذين المسارين يعتبران محورا مركزيا وأساسيا في عمل جميع طواقم المدرسة الأهلية وكوادرها المختلفة، حتى كانت المحصلة النهائية تألق ونجاح في المستويين التحصيلي والتربوي الإبداعي.
وهكذا تألقت المدرسة الأهلية أم الفحم في أمسيتها الثقافية “القراءة تصنع وجودا وحياة” في مشروع الثقافة العامة ضمن إطار تداخل الأهل في الحراك المدرسي، وذلك مساء يوم الأحد الموافق 13.5.2018، لأهالي شريحة صفوف العاشر.
ولعّل مشروع الثقافة العامة هو واحد من المشاريع المدرسية الذي يهدف إلى ملاءمة الطالب لمتطلبات العصر وفي الوقت ذاته تمكين علاقة الفرد بالعائلة والمجتمع، حيث تعتبر هذه الأمسية أحد نشاطات المشروع والتي ترمي إلى توسيع آفاق الطلاب، وتطوير التفكير الشبكي في التطور التكنولوجي والمواطنة الرقمية، وصقل مهارات التطبيق من خلال عزيز التفكير خارج الصندوق، واكتشاف المهارات وتوظيفها لتحقيق الأهداف، ورفع سقف توقعات الأفراد من أنفسهم، لذا تشمل الأمسية أربع صالات عرض:
صالة العرض الأولى: ” معرض كتاب من نوع أخر “
بعنوان: ” على الكتاب أن يكون فأسا …. تكسر البحر المتجمد فينا “
قام طلاب شريحة العاشر في نهاية الفصل الثاني باختيار كتب للقراءة بشكل حر، ولكن ضمن مقاييس محدّدة لتفادي الكتب الركيكة أو التي لا تتلاءم مع ديننا، حضارتنا، ومجتمعنا عموما، ومن ثمّ مرّ الطلاب في سيرورة تهدف إلى تذويت الفكر التفاعلي مع الكتاب والناقد له في آن ٍ واحد، من خلال تمرير نموذج تكنولوجي محوسب، يسعى يتحول الطالب من خلال هذه الخطوة إلى متلقٍ يحاور ذاته ويعيد اكتشاف نفسه من جديد بعد ما اكتسبه من عملية القراءة، إضافة إلى كشف الطلاب وتسليط الضوء على ضرورة ربط المضامين والحالات والقضايا الإنسانية المطروحة في الكتب بالمنظومة القيمية الشخصية، المدرسية، العائلية والمجتمع، حتى يتسنى للطالب تحويلها إلى مادة مهمة وعملية تُوظف بكل ناجع تطوير فكر وشخصية الفرد وبالتالي ينهض المجتمع. حيث توّج الطلاب هذه المرحة ببناء مجسمات فنيّة – إبداعية من وحي مضامين الكتب التي اختاروها بشكل حر.
صالة العرض الثانية: صرخة استنكار ضد آفة العنف والتي في تزايد مستمر
تحت عنوان: ” بلا كلام …. فتّح عينك …. واختر طريقك “
العنف وحش مجنون إذا أطلقته … لا يمكنك أبداً أن تسيطر عليه
حرصت المدرسة الأهلية وبشكل دائم على زيادة الوعي لدى طلابها وكشفهم على ما يدور من حولهم من أحداث وتطورات، ايمانا منها بأنها وكيل تهيئة اجتماعية تعدّ أفرادا صالحين يحسنون الانخراط في الحياة الاجتماعية، ويتقنون أدوارهم فيها، لذلك عمل طلاب شريحة العاشر على تحضير محطة تسلط الضوء على أحداث العنف بأنواعه المختلفة والتي تفشت واستفحلت في واقع مجتمعنا في الآونة الأخيرة. إذ أن تتبع وإدراك ما يدور من حولنا هو جزء من ثقافة الفرد ويساهم بشكل أو بآخر في مسيرة التصحيح والتقويم بالمستويين الفردي والجماعي. تهدف المحطة أيضا إلى تمكين التفكير الإيجابي لدى الطلاب والزائرين على حد سواء لما له من أهمية في تحقيق نوع من التوازن النفسي والفكري وتدعيم الثقة بالنفس ببوادر أمل ونقاط ضوء تبدد الظلام، من خلال عرض للنصف المليء من الكأس – مبادرات اجتماعية فردية وجماعية لشخصيات وجمعيات رسمية وغير رسمية قدمت الكثير من العطاء وتفانت في شق طرق وسبل تطوير ونهوض المجتمع بكافة المستويات. ولعل وجود هذه القيادات والشخصيات بمبادراتها المختلفة يشير الى وجود نماذج من الجدير الاقتداء بها واتباع نهجها، لتطهير المجتمع من آفة العنف وغيرها من الآفات، والتي تتنافى مع ديننا الحنيف والمنظومة القيمية والاجتماعية التي امتاز بها مجتمعنا.
صالة العرض الثالثة:
” وقفة … مع الأبحاث مدرسية “
” وراء كل كتاب فكرة …. ووراء كل فكرة خطوة إلى الأمام “
اعتبرت المدرسة الأهلية مهارات البحث العلمي، والتّعلم الذاتي مركبات أساسية في بلورة الهوية المدرسية والفردية للطالب، خاصة في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة والتي في تزايد مستمر نتيجة لفكر العولمة وثقافة الاستهلاك، حيث أصبحت هي الأخرى مركبا جديدا من مركبات هويتنا المنبثقة من روح هذا العصر. من الضروري الإشارة هنا إلى إنجازات المدرسة في هذا المجال إذ أن عدد لا بأس به من طلاب وطالبات المدرسة يعتمدون البحث العلمي كوسيلة تعلّم من خلاله يوظفون مهاراتهم المختلفة ويكتسبون مهارات أخرى، تنقلهم نقلة نوعية في مجال العلم والمعرفة. حيث تعتبر هذه الأبحاث كبديل لامتحانات البجروت وبمستوى خمس وحدات تعليمية في العلوم والتكنولوجيا. ومن الجدير بالذكر أن الطلاب يحصلون على درجات عالية وممتازة، اضافة الى فوز قسم كبير منها بمسابقات على مستوى الدولة في البحث العلمي ويحصل أصحابها على جوائز قيّمة.
صالة العرض الرابعة
” مسيرة الكتاب … لطلاب وطالبات الإعدادية الأهلية “
” إنّ أجمل الصناعات …. هي صناعة الإنسان “
تعتبر القراءة حياة جديدة يحيا بها الإنسان ويعيش تفاصيلها فيتقمص شخصياتها ويغوص فيها ليخرج بأسمى قيم الحياة وعبرها. من هذا المنطلق قام طلاب وطالبات الإعدادية بقراءة كتب مختلفة، وتلخيص مضامينها وأفكارها ودلالاتها والغرض منها، لتنمية حب القراءة وتعزيزه لدى جيل الناشئة. ولتحقيق روح التعاون بين الإعدادية الأهلية والثانوية الأهلية شارك طلاب الإعدادية طلاب شريحة العاشر في الأمسية الثقافية، من خلال بناء مجسمات خاصة بهم من وحي كتبهم التي وقع الاختيار عليها من جهة، من باب دفع عجلة فكر التعلم الذاتي، وتنجيع التأثير الإيجابي للطلاب على بعضهم البعض، والتعلّم من الآخر.